لايك.. معجب جديد.. عشق كبير للشركات والمؤسسات، فترى الشركات والمسوقين يتسابقون لزيادة المعجبين على صفحاتهم، حتى أصبح “زيادة المعجبين” من الأعمدة الأساسية في الخطة التسويقية الإلكترونية. المشكلة هنا، أن اللايك ليس ذا أهمية كالتي يتوقعها المسوقون، وجعل اللايك أهم جزء في خطة فيسبوك التسويقية خطأ فادح. أعرف أن الكثير منكم لا يتفق معي بهذا، لكن ما أطلبه منكم هو متابعتي لآخر المقالة، ثم احكموا بأنفسكم.
الهدف الأساسي لأي شركة على فيسبوك ليس جمع أكبر عدد من الإعجابات، فكل شركة لها هدف “تجاري”، مثل زيادة المبيعات، ترويج منتج جديد، زيادة تحميل تطبيق معين، زيادة الزيارات على موقع إلكتروني، إلخ. إستخدامك لصفحتك على فيسبوك وصرف ميزانيتك لتحقيق هذه الأهداف من خلالها، بالتأكيد هو أفضل بكثير من صرف الميزانية والوقت والجهد لزيادة الاعجابات التي على الأغلب لن تنفعك، وهذا ليس إفتائي أنا، هذا هو ما تقوله فيسبوك في مدوناتها التسويقية، مثل مدونتها الأخيرة.
زيادتك لإعجابات صفحتك على فيسبوك بطريقة خاطئة وغير مخطط لها هو تدمير لجهودك وميزانيتك! #Facebook #SMM
— Ayman Qarout (@qarout88) May 3, 2015
بناء الثقة: وجود عدد جيد من المعجبين على صفحتك يعطيها قوة أكبر في نظر الزبائن، وأيضاً على سبيل المثال ومن النظرة الأولى، امتلاكك لعدد معجبين أكبر، أو حتى قريب من منافسيك، قد يعطي نفس الانطباع للزبائن المحتملينز
جمهور ودعم مبدئي لمحتواك: بدون وجود معجبين ومتابعين لصفحتك، من سيقوم برؤية المحتوى الذي تنشره ويساعدك في نشره بشكل أكبر؟ ولكن تذكر، وجود معجبين غير مهتمين يساوي تماما عدم وجود معجبين إطلاقاً.
زيادة فعالية إعلاناتك وقوتها: معلومة لا يعرفها الكثير من المسوقين، أن إعلانات فيسبوك تعتمد بشكل كبير على المعجبين الحاليين على الصفحة، كيف؟ عندما تقوم بعمل إعلان لصفحتك نفسها أو أي محتوى فيها، فيسبوك يأخذ بعين الاعتبار المعجبين الحاليين عندك ومدى تفاعلهم ليستهدف أناساً جدد بشكل أفضل، فإذا كان المعجبون عندك فعلاً متفاعلين معك ومهتمين فيك، سيسهل ذلك على فيسبوك ايصال صفحتك لمعجبين معنيين جدد، وستكون تكلفة جذبهم أقل، والعكس طبعاً صحيح.
أخذ فكرة عن من يهتم بخدماتك ومنتجاتك: المعجبين على الصفحة، وخصوصاً المتفاعلين منهم، يعطون نظرة عامة عمن قد يكون مهتماً بخدماتك ومنتجاتك. اذا كان المعجبون عندك مبنيين بطريقة صحيحة، فنظرك بعمق على احصائيات فيسبوك Facebook Insights سيخبرك من هم الزبائن المهتمين بك، مما سيساعدك على استهداف زبائن جدد بطريقة فعالة أكثر.
الوصول لكل شخص من معجبيك بمنشوراتك: خرافة! من المستحيل أن تصل لكل معجب على صفحتك، وحتى أن متوسط الوصول لكل منشور حالياً لا يتعدى 1-10% من المجموع كاملاً، مع نزول النسبة كلما زاد حجم الصفحة.
زيادة مبيعاتك أو تحقيق هدف عملي: في أغلب الحالات زيادة المعجبين لا تعود على الشركة بأي عائد تجاري مباشر، إلا في حالات معينة مثل أن يكون موقع إلكتروني يعتمد على عدد الزيارات لدخله، وفعلاً أظهرت صفحته أن زيادة عدد المعجبين مع إبقائهم متفاعلين بشكل كبير يرفع من هذه الزيارات.
أما في حال كانت الشركة تعتمد على المبيعات أو غيرها، فزيادة الإعجابات على الأغلب لن تزيد في الربح والمبيعات.
التفوق على منافسيك: حيث تجد صفحات تفوق منافسيها بأعداد المعجبين، لكن التفاعل عليها ضعيف جداً، ولا تحقق أي ربح ملموس من الصفحة بأي شكل. الأصل بناء استراتيجية ممتازة لتفاعل قوي، وخطة للاستفادة من الصفحة لأهداف الشركة.
مزارع اللايكات والضغطات: وهي ببساطة مواقع أو مجموعات من الحسابات، والتي تقوم بعمل لايكات لصفحات أو محتويات معينة مقابل مبلغ من المال على كل ضغطة او حساب يقومون بالإعجاب به. لماذا هي سيئة لهذه الدرجة؟ لان الحساب سيقوم بعمل لايك لصفحتك حتى وهو ليس معنياً بها إطلاقا، بل على الأغلب سيكون من دولة اخرى لست معنياً بها، أو حتى لا يتكلم لغتك وبعيداً عن سوقك!
الحسابات الوهمية: وهي الحسابات التي يتم انشاؤها لسبب واحد فقط لا غير، وهو القيام بعمل لايكات لصفحات فقط لزيادة عدد المعجبين الظاهري فيها.
الحسابات المريضة: وهي الحسابات التي أصيبت بقصد أو دون قصد ببرمجية خبيثة Malware، والتي بدورها تقوم بعمل لايكات لصفحات مختلفة من حسابك، على الأغلب دون علمك. إذا كنت قد لاحظت أنك معجب ببعض الصفحات ولا تتذكر أنك فعلاً عملت لايك لها، قد تكون مصاباً ببرمجية خبيثة!
الإعلانات العشوائية والغير مستهدفة: برأيي، هذا أسوء نوع من أنواع زيادة المعجبين المدمرة، لسبب بسيط، الأنواع التي ذكرتها سابقاً معروفة بأنها سيئة، أما طريقة الإعلانات، فالكل يستخدمها كل يوم، ويؤمن أنها أفضل طريقة صحيحة لزيادة المعجبين لأي صفحة.
المشكلة في هذه الطريقة، أن معظم المعلنين يريدون زيادة المعجبين على صفحاتهم بأسرع وقت وأقل تكلفة، فيستهدفون الفئة الخاطئة، مما يجعلهم ينفقون أموالاً على معجبين غير مثمرين أو معنيين. وحتى لو كان الاستهداف صحيحاً قدر المستطاع، فسيبقى هناك مشكلة كبيرة، سأتناولها في الفقرة التالية.
كملخص، اذا استخدمت أياً من هذه الطرق، ستصل للنتائج التالية لا محالة: تفاعل ضعيف جداً، صورة سيئة أمام زوار صفحتك، سعر أغلى للإعلانات، انفاق ميزانيتك هباءاً… .
سواء كان إعلانك لزيادة المعحبين Like Ad موجهاً بشكل صحيح أم لا، فاعلان الإعجاب هو بشكل عام إجبار لمستخدمي فيسبوك بشكل أو بآخر لعمل إعجاب لك. صحيح أنهم يضغطون على زر الاعجاب بملئ إرادتهم، لكنهم يقومون بهذه الخطوة دون معرفة نوعية المحتويات التي تنشرها على صفحتك، واذا كانت صفحتك ستعجبهم أم لا، ما يجعل من هذه الحركة خطرة.
حتى لو كان اعلان Like Ad مستهدفاً بشكل صحيح، احتمال ان تكون النتيجة معجباً غير متفاعل كبيرة.
باعتقادي أن المحتوى هو كل شيء، فهو أساس التفاعل وأساس نمو الصفحات وانتشارها بأكبر شكل. أفضل طريقة لزيادة اللايكات هي الاستغناء عن إعلانات اللايكات CPL وعمل حملات CPE، أي الاعلانات التي تهدف الى ترويج محتوى معين والتفاعل عليه.
هذا النوع من الاعلانات يوضح للفئة المستهدفة ماذا تفعل شركتك بشكل غير مباشر، نوعية المحتوى التي يتوقعون أن يروها في حال اعجابهم بصفحتك، وبالتأكيد سيكون هناك فرصة لهم للنظر للصفحة والشركة بشكل عام قبل ضغط زر الاعجاب لها، لذا في حال اعجابهم في الصفحة بعدها، ستضمن على الأقل أحد النتيجتين:
أغلب ما تحدثت عنه في هذه المقالة هو عدم التركيز على جمع المعجبين، لكن هناك حالات فعلاً يكون فيها المعجب مفيداً للشركة، بشرط أن تتوفر به الخاصيتين التاليتين:
في كل الحالات، عليك قياس تأثير المعجبين وفعاليتهم بشكل مستمر لتقييم استراتيجيتك واستراتيجية زيادة المعجبين، فمثلاً اذا كان هدفك زيادة الزيارات على موقعك، إسأل نفسك: أنا أدفع كذا على كل معجب، وكل عدد من المعجبين يعودون لي بعدد كذا من الزيارات شهرياً،فهل هذا العدد جيد بالنسبة لي؟ وهل جودة الزيارات Pageviews, Time on Site وغيرها، فعلاً ترفع قيمة موقعي؟
كملخص، نصيحتي الأساسية هي عدم التركيز على عدد المعجبين كرقم مجرد، وعدم صرف ميزانيتك لزيادته دون قياس النتائج الفعلية وتوقع فعاليتها على المستوى البعيد (مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات المستمرة التي يقوم بها فيسبوك). ركز ميزانيتك على ما سيعود لك بعائد فعلي.